بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيئا  في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
   

الجن ترثي المتوكل  الخليفه العباسي

قال أبو بكربن أبي الدنيا حدثنا عبدالله بن عمرو حدثني المؤمل بن حماد الكلبي حدثني عمرو بن شيبان قال كنت ليلة قتل المتوكل في منزلي بالشمام ولم أعلم أنها الليلة التي قتل فيها جعفر ( المتوكل) فلم أشعر إلا وهاتف يهتف في زوايا الدار يقول :

يانائم الليل في جثمان يقظان
              أفض دموعك ياعمرو بن شيبان
ففزعت لذلك ثم إني نمت فأعاد الصوت فما زال على هذا ثلاث مرار كأنه يفهمني فقلت لجاريتي أعطيني داوة وقرطاساً فوضعته فاندفع يقول يانائم الليل :

اما ترى العصبة الأنجاس مافعلوا
                   بالهاشمي وبالفتح بن خاقان
 وافى إلى الله مظلوماً فعج له
               أهل السموات من مثنى ووحدان
 فالطير ساهمة والغيث منحبس
                    والنبت منتقص في كل أبان
 والسعر ينقص والأنهار يابسة
                  والأرض هامدة في كل أوطان
 وسوف تأتيكم أخرى مسومة
                    توقعوها لها شأن من الشأن
 فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم
                   فقد بكاه جميع الأنس والجان

قال عبدالله بن محمد حدثني مسيرة بن حسان حدثني جعفر بن محمد بن مسعدة قال كنت بسامرا بعد قتل المتوكل فأريت في النوم كأن قائلا يقول :

لقد خلوك وانصدعوا
                 فما الووا وماربعوا
ولم يـــفوا بعهــدهم
                 فـتبا للذي صنعوا
 قال فبكيت في نومي أشد البكاء فانتبهت وقد حفظت الأبيات فقال صاحب لي كان معي ماقصتك مازلت سائر ليلتك تبكي في نومك.

قلت :

 المتوكل على الله هو جعفر أبو الفضل بن المعتصم بالله أبي إسحاق بن هارون الرشيد بن موسى بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور قتل في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين وكان مدة خلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام وسنه أربعون سنة أباؤه كلهم خليفة وكذلك أخواه المعتز بالله والمعتمد على الله رضي الله تعالى عنهم .

 بني مالك الطائف

موقع خلف المالكي

Free Web Hosting