بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيئا  في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
   

قصة رافع بن عمير وناقته    

 روي عن سعيد بن جبير
أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير - وكان أهدى الناس للطريق وأسراهم بليل ( أي أكثرهم سيراً بالليل ) وأهجمهم على هول ( اي أكثرهم شجاعة وقدرة على مواجهة الأهوال ) فذكر عن بدء إسلامه قال : إني لأسير برمل عالج ( اسم موضع كثير الرمال ) ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها وتوسدت ذراعها ونمت وقد تعوذت قبل نومي فقلت : أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن من أن أو
ذى أو أهاج

فرأيت في منامي رجلا شابا يرصد ناقتي ( يعني يقصد  ناقتي ) وبيده حربة يريد أن يضعها في نحرها فأنتبهت لذلك فزعاً فنظرت يمنيا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فمنت فرأيت في منامي مثل رؤياى الأولى فأنتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا وإذا ناقتي ترتعد ( أ ي ترتجف من الفزع ) ثم نمت فرأيت مثل ذلك فأنتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيت في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها وهو يقول :
  
 يامالك بن مهلهل بن دثار
              مهلا فدى لك مئزري وإزاري
   عن ناقة الإنسي لاتعرض لها
             وأختر بها ماشئيت من أثواري
    ولقد بدا لي منك مالم أحتسب

                  ألا رعيـت قرابتي ودماري
    تسمو إليه بحربة مسمومةً
                    تـبا لفـعلك يـا أبا الغـفار
     لولا الحياء وأن أهلك جيرة
                           لعملت ما كشفت من أخباري
فبينما هما يتنازعان طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى : قم يا ابن أخت فخذ أيها شئت فدا ء لناقة جاري الإنسي فقام الفتى وأخذ منها ثورا وانصرف .. ثم التفت إلى الشيخ فقال : يا هذا إذا نزلت وادياً من الأودية فخفت هوله فقل : أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها.
قال : فقلت له : ومن محمد هذا قال : نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين قلت : وأين مسكنه قال : يثرب ذات النخل قال : فركبت راحلتي حين برق لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة ( أي دخلتها ) فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني قبل أن أذكر له من من حديثي شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت .
                   

 بني مالك الطائف

موقع خلف المالكي

Free Web Hosting