اقصة زواج في الطريق    

اخرج الشبلي عن القاضي جلال الدين الرازي ، قال سافر والدي لإحضار أهله من الشرق ، فلما جزت البيرة الجأنا المطر إلى أن نمنا في مغارة وكنت في جماعة فبينما أنا نائم إذا أنا بشئ يوقظني فانتبهت فإذا بإمرأة وسط من النساء لها عين واحدة مشقوقه ، فأرتعبت ، فقالت : ماعليك من بأس ، أنما أتيتك لتتزوج أبنة لي كالقمر . فقلت لخوفي منها : على خيرة الله تعالي ، ثم نظرت فإذا برجال قد اقبلوا فنظرتهم فإذا هم كهيئة المرأة التي أتتني عيونهم كلها مشقوقه بالطول ، في هيئة قاض وشهود فخطب القاضي وعقد فقبلت ثم نهضوا وعادة المرآة ومعها جارية حسناء إلا أن عينها مثل عين أمها وتركتها عندي وانصرفت فزاد خوفي واستيحاشي وبقيت  أرمي من كان عندي بالحجارة حتى يستيقظوا فما انتبه منهم أحد ، فأقبلت على الدعاء والتضرع ثم آن الرحيل فرحلنا وتلك الشابة لا تفارقني ، فدمت على هذا الحال ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع أتتني المرأة وقالت : كأن هذه الشابة ما أعجبتك وكأنك تحب فراقها قلت : نعم والله ! قالت فطلقها فطلقتها فأنصرفت ثم لم أرهما بعد ذلك.