بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيئا  في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
   

إخبار الجن بنزول النبي بخيمة أم معبد         

روى ابن هشام عن ابن إسحاق أنه قال :-

 حدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت :- لما خرج رسول الله صلى الله عليه  وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل ، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا ؟

أين أبوك يابنت أبي بكر؟

قلت : لا أدري والله أين أبي .

قالت : فرفع أبو جهل يده . وكان فاحشاً خبيثاً فلطم خدي لطمه طرح منها قرطي .

قالت : ثم انصرفوا ، فمكثنا ثلاث ليال لا ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأييات من شعر غناء العرب ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ، وما يرونه حتى خرج من أسفل مكة وهو يقول :

جزى الله رب الناس خير جزائه   

                      رفيقين حـــلا خيمتي أم معبد

هـــما نزلا بالبـــر ثــــم ترحـلا  

                         فأفلح مـن أمسى رفيق محمد 

ليــهن بنـــي كعب مكان فتاتــهم

                         ومقعــدها للمؤمنين بمرصد

قالت أسماء فلما سمعنا قوله علمنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى المدينة .

وزاد يونس في روايته أن قريشاً لما سمعت هاتف من الجن أرسلوا إلى أم معبد وهي بخيمتها فقالوا : هل مربك محمد الذي من حليته كذا ؟ فقالت : لا أدري ما تقولون وإنما صادفني حالب الشاة الحايل . وكانوا أربعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ومولاه عامر بن فهيرة وعبدالله بن أُريقط الليثي دليلهم ولم يكن إذ ذاك مسلماً ، ولاصح انه اسلم بعد ذلك وأم معبد أسمها عاتكه بنت خالد الاشعري ، وكذا قال ابن عبد البر قال : أم معد بنت كعب امرأة مـــن بني كعب وزوجها أبو معبد لايعرف اسمه توفى في حياة رســـول الله صـــلى الله عليه وسلم ويقال أن له رواية وكان منزل أم معبد بقد يد .

وذكر ابن قتيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأم معبد وكان القوم مرملين مسنتين فطلبوا لبناً أو لحماً يشترونه فلم يجدوا عندها شيئا فنظر إلى شاة في كسر الخمية خلفها الجهد عن الغنم فسألها هل بها لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك فقال أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت : بابي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً فأحلبها ، فدعا بالشاة فاعتقلها ومسح ضرعها فتفاجت ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجاً حتى ملأه لبناً وسقى القوم حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم حلب فيه مرة أخرى فشربوا علا بعد نهل . ثم غادورها والشاة عندها وذهبوا وجاء أبو معبد وكان غائبا فلما رأى اللبن قال : ما هذا يا أم معبد أنى لك هذا والشاة عازب حيال ولاحلوب في البيت ؟ فقالت : لا إلا أنه مر بنا رجل مبارك فقال : صفيه يا أم معبد فوصفته بما ذكره القتبي  وورد في حديث آخر : أن آل أم معبد كانوا يؤرخون بذلك اليوم ويسمونه يوم الرجل المبارك ، يقولون فعلنا كيت كيت

قبل أن يأتينا الرجل المبارك أو بعد ماجاءنا الرجل المبارك ، ثم أن أم معبد أتت المدينة بعد ذلك بما شاء الله ومعها ابن لها صغير بلغ السعي فمر في المدينة على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلم الناس على المنبر فانطلق إلى أمه يشتد وقال : يا أماه إني رأيت اليوم الرجل المبارك فقالت له أمه ويحك يابني هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى هشام بن حبيش الكعبي قال أنا رأيت تلك الشاة يعني التي حلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها لتأدم أم معبد وجميع صرمها أي أهل ذلك الماء والله العلم .

 بني مالك الطائف

موقع خلف المالكي

Free Web Hosting